اليوم تجاوزت الثلاثين من العمر بسنتين.
كم بقي من الوقت؟..متى؟.. سألت نفسي..
ألقيت نظرة سريعة على حياتي الماضية، فوجدت أن كل المؤشرات تقول بأنني متجه لكي أكون “مواطن سعودي صالح”..
..
..
“مواطن صالح” في الطريق لتحقيق طموحه..
منزل جميل، سيارة فارهة، عائلة مستقرة، أصدقاء للترفيه عنه، وحساب بنكي يقيه عواقب الدنيا..
“مواطن صالح” ليس همه إلا نفسه..
لا يهمه مصير المسجونين بلا محاكمات..
ولا بكاء الجياع من الأيتام..
ولا ظلم النساء..
ولا قلق الشباب..
ولا عبرة الفقراء..
ولا خوف الناصحين..
ولا صرخة المظلومين..
ولا قهر المنهوبين..
ولا خنقة المكلومين..
ولا رعب الآمنين..
..
..
“مواطن صالح”..
لا يهمه جاره…
ولا جار جاره..
لا يهمه كذب الوزراء..
ولا نفاق المسؤولين..
ولا تزوير الإعلام..
ولا سحت البنوك..
..
..
“مواطن سعودي صالح” لا يهمونه كل أولئك ..
أو..
يهمونه.. ولكنه يخاف..
يخاف أن يعبر عن رأيه.. لأنه يرى بأم عينيه بأن من يعبر عن رأيه يزج به خلف القضبان..
أو ربما يخاف أن يعبر عن رأيه لأنه يرى بأن رأيه لا يقدم ولا يؤخر..
أو ربما يخاف أن يعبر عن رأيه لأن الكلام في الشأن العام ليس من الإسلام كما يقول علماء السلطان..
..
..
اليوم وقد قضيت من السنين 32 عاماً قررت أن لا أكون “مواطن صالح”..
..
..
قررت أن أعبر عن رأيي بكامل إرادتي وذلك لعدة أسباب..
أولها.. لأن خالقي خلقني حراً ووهبني حرية التعبير عن رأيي..
و ثانيها.. لأن الحرية والعدل والمساواة والكرامة والشورى هي من صميم رسالة ديني..
وثالثها.. لأن هذا وطني وموطني..
ورابعها.. لأنني أهتم بكل أولئك..
وخامسها.. لأن التعبير عن رأيي يريحني نوعاً ما عندما أضع رأسي على الوسادة وأتذكر كل أولئك..
وسادسها.. لأجل مستقبل رغد وخطاب وكل أطفالنا..
..
..
قررت أن لا أكون “مواطن صالح” وأن أقف مع المسجون واليتيم والفقير والشاب والمرأة والشيخ والناصح والمظلوم والمكلوم والمرعوب..
..
..
لن أنتظر حتى أبني منزلي..
ولا حتى أن يتضخم رصيدي البنكي..
..
..
“عودة عباس” لا تخيفني..
..
..
لأجل رغد وخطاب ومستقبلهما سأعبر عن رأيي ولن أكون “مواطن سعودي صالح”..
..
..
كل عام وأنا بخير.
2 comments:
very nice post, I hope you don't get in trouble for it hehe :)
Thanks Ali...I am not the author of this...it is Fouad Al-Farhan. I picked it up from Farhan's website:
http://www.alfarhan.org/
Post a Comment